المحتوى الرقمي أي محتوى ضمن بيانات رقمية مخزنة بصيغة ثنائية الترميز أو تماثلية، لكن بتحديد أعمق يمكن القول بأنه يتمثل بالقيمة المعرفية المضافة المعبر عنها بلغة ما، والمضمّن في ملفاتِ وسائطَ متعددة. [1] إن استثناء الشرط السابق يوسع نطاق تعريف المحتوى الرقمي ليشمل جميع ملفات أجهزة الكمبيوتر، الكتب الالكترونية، الخرائط وحتى منشورات الفيسبوك وإن كانت لا تضيف أي قيمة معرفية جديدة. كذلك القول أي لغة يشمل التعميم اللغات الطبيعية، لغات البرمجة، لغة الإشارة، الإيماء والرقص الإيحائي بما يقتضيه التعريف العام للغة على أنها نسق من الإشارات والرموز، تشكل أداة من أدوات المعرفة للبشر خاصةً. تاريخ المحتوى الرقمي [ عدل] يرتبط ظهور المحتوى الرقمي ارتباطاً وثيقاً بظهور الوب وشبكة الإنترنت ، وذلك في أواخر القرن العشرين 1990؛ حيث كان مختزناً بشكل رئيسٍ على أجهزة الكمبيوتر وعلى الشبكة، ثم تطورت بظهور تقنيات جديدة مثل تطبيقات الموبايل. ومع سهولة تشارك وتحرير المحتوى ظهرت المشاكل المتعلقة بحقوق الملكية والإغراق المعرفي إضافة لضرورة التحقق من المصدر. الآن يتزايد المحتوى بشكل كبير ومضطرد؛ وربما يمكن القول بأنه يختزن المعارف البشرية.
أطلقت وزارة التعليم في السعودية مؤخراً بوابة المحتوى الرقمي للمناهج والتي تأتي انسجاما مع ما يشهده العالم من تقدّم متسارع في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؛ وتوسّع الشّبكات العنكبوتيّة؛ فقد أصبح ارتباط التّكنولوجيا بالعمليّة التّعليميّة ارتباطا وثيقا، حيث تعدّى الأمر تسهيل عمليتي التّعليم والتّعلم إلى التّوظيف الفاعل، في إطار السّعي إلى بناء تعلُّم قائم على الاستيعاب المفاهيميّ، وتطوير قدرات المتعلّمين في الاستكشاف والتّفكير وحلّ المشكلات، والمشاركة في تحمّل مسؤولية تعلّمهم، والإسهام في بناء المعرفة بدلا من تلقنها. وتتضمّن هذه البوابةُ المحتوى الرَّقميَّ للمناهج الدراسيّة، في وزارة التربية والتعليم، ضمنّ المرحلةِ الثانية في سلسلة حلقات دمج التّقنية في العمليّة التّعليميّة، بهدف تطوير المحتوى الرقميّ التّفاعليّ للمقرّرات الدّراسيّة للمشروع الشّامل لتطوير المناهج ومشروع التّعليم الثّانويّ (نظام المقرّرات)، وذلك لإنتاج كتاب تفاعليّ وفقَ المواصفات التّقنيّة والتّعليميّة مزوّدا بالوسائط الدّاعمة لتلك المقرّرات. وتمّ تضمين المحتوى التعليميّ الوسائطَ المتعدّدةَ التي توفّر التّفاعل النّشط بين المتعلّم وخبرات التعلّم؛ ما ييسّر عمليّة التّعلم ويسهّلها، ويوفّر عناصر الجذب والتّشويق، ومن شأن ذلك توفير دافعيّة ذاتيّة نحو التّعلّم، وتحقيق بيئاتِ متعدّدة المصادر، وتوفير المناخات الشاملة التي تغطّي جميع الاحتياجات التي تلبّي الفروق الفرديّة بين المتعلّمين.
وقد تمّ السّعي إلى توفير فرص تعلُّم كافية للاستكشاف والرّبط، والإبداع، وبناء معرفة جديدة من خلال مواجهة مشكلة ما، والسّعي إلى حلّها، بهدف تشجيع الطّلاب على طلب المعلومة بشكل مستقلّ. كما تمّ اعتماد بيداغوجيا التّعلم البنائيّ، لمساعدة المتعلّمين على دمج أفكار جديدة مع المعارف السّابقة، لإعطائها معنى أو لإيجاد المعنى عن طريق إثارة الفضول مع توفير بيئة مناسبة لتشجيع الحريّة للفرد في التّحليل الذاتيّ، والتّفكير الواعي. وقد تمّ إدخال التّقييم الذّاتيّ، وسرعة الوصول الى التّغذية الرّاجعة الفوريّة بعدا مُهمًّا في توجيه وتطوير التّعلّم. يهدف المحتوى الإلكتروني إلى: تحويل الكتب المدرسيّة الورقيّة إلى كتب إلكترونيّة تفاعليّة مزوّدة بالموادّ والأنشطة الإثرائيّة لجميع المراحل الدراسيّة في موادّ العلوم الشّرعيّة، واللّغة العربيّة، والدّراسات الاجتماعية، والتّربية الوطنيّة، والتّاريخ، والجغرافيا، والتّربية النّسويّة، والتّربية الفنيّة، والتّربية البدنيّة، وفق أحدث المواصفات العالميّة والتّقنيّة، وإعدادها لتكون قابلة للتّوزيع والنّشر بمختلف الوسائط التّخزينيّة. نشر المحتوى الرّقمي التّفاعليّ وما يحتويه من وسائط فائقة على البوابة التّعليميّة على شبكة الإنترنت، والأقراص المدمجة DVD ، وأجهزة الهاتف الذكيّة التي تعتمد أنظمة التّشغيل ويندوز، واند رويد، وأبل بشكل آني Online ، وبشكل غير آني Offline.
المحتوى الرقمي العربي على الانترنت - د. رامي عبُّود - كتب Google