أما في تونس، فرغم التحول السياسي الناجح نسبياً والمستمر، يعيش واحد من كل ستة تونسيين تحت خط الفقر أيضاً. لا بد من الإشارة إلى أنّ تونس تعد واحدة من أكبر الموردين للمقاتلين في داعش من حيث النسبة من عدد السكان (Per Capita) ، كما وأنّ القادة التونسيين يربطون بين الفقر بالإرهاب بطريقة مباشرة. أما في فلسطين، فإن غياب فرص العمل نتيجة للقيود التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي يستمر في دفع ارتفاع مستويات الفقر. بعد حوالي عامين على بداية الحرب في غزة، تباطأت جهود إعادة الإعمار إلى حد كبير. وعدت هذه الجهود بخلق فرص عمل لآلاف الفلسطينيين، بيد أنّ تباطؤ التبرعات الخارجية والنقص في مواد البناء يشيران إلى أن الوضع لن يتحسن في أي وقت قريب. رغم أن التوقعات بالنسبة للضفة الغربية تبدو قاتمة أقل بالمقارنة مع غزة، لا يزال مستوى الفقر مرتفعاً نظراً لكون الكثير من الفلسطينيين يعملون مقابل أجور هزيلة. ويدفع هذا النقص فرص العمل المناسبة الكثير من الفلسطينيين إلى البحث عن وظائف في الشركات العاملة في المستوطنات على الأراضي الفلسطينية المحتلة. حتى وإن كان العديد من الفلسطينيين يقومون بذلك بدافع الضرورة، إلا أنّ دخل الفرد في الضفة الغربية مستمرٌ في الانخفاض.
وبالتالي، فإن العدد الحقيقي للفقراء سيكون أعلى بكثير. وسيكون بالإمكان مع ذلك سد هذه الفجوة من خلال التحويلات- أي إعطاء المال للأسر التي حققت متوسطات دخل أقل من عتبة 1. 25 دولار. ولكن تعريف الفقير يتغير بسرعة مع مرور الوقت، وبحسب المواسم، والطقس، وإمكانيات الوصول إلى الرعاية الصحية، وتصاعد العنف، وحتى مجرد الحظ العاثر. وبدلا من الدراسات الاستقصائية التمثيلية التي تُجرى كل بضع سنوات حاليا، فإن الإبقاء على حد أدنى للاستهلاك العالمي محدد في 1. 25 دولار سيتطلب إجراء الكثير من الدراسات الاستقصائية كل عام بحيث تغطي سكان العالم المعرضين للخطر. ولهذا فإن الأكثر معقولية من برنامج حُددت غاياته بدقة هو برنامج يقدم الدعم لمجموعة أكبر بكثير من المعرضين لخطر الانحدار إلى ما تحت مستوى 1. 25 دولار في اليوم. غير أن ذلك سيرفع التكلفة، بطبيعة الحال. وعندها سيتعين علينا إيجاد طريقة لتحويل الأموال: فقد انتشرت خدمات الصيرفة المتنقلة بشكل سريع، ولكن معظم الناس الأكثر فقرا في العالم لا يزالون غير قادرين على الوصول إلى الخدمات المصرفية. وهذا لا يعني أن القضاء على الفقر المدقع بحلول عام 2030 مستحيل، بل إنه فقط يتطلب جهودا هائلة.
ويشكل عملنا من خلال هذه المبادرة الجهود التي تبذلها منظمة العمل الدولية دعماً لتنفيذ جدول أعمال عام 2030. وفيما نتطلع قُدماً، دعونا نضع في اعتبارنا أنه يمكننا معاً وضع حدٍّ للفقر المدقع بحلول عام 2030 ولكن ليس من خلال أنماط العمل المعتادة. ولا بد بالتأكيد وبسرعةٍ من عكس الاتجاه الحالي لتباطؤ النمو، بيد أن الأدلة تشير إلى أن النمو وحده لا يكفي. والارتقاء إلى مستوى الالتزامات يعني إعطاء قيمةٍ متساوية للسياسات والإجراءات التي تعالِج أيضاً تحديات البطالة، والبطالة المقنعة، والضعف الحاد، وعدم وصول الأصوات، وإنكار الحقوق.
يجتمع رؤساء الدول، في أيلول/سبتمبر عام 2015، في الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل الاتفاق على مجموعة من أهداف التنمية المستدامة. وتتمثل الغاية الأولى في هدف التنمية المستدامة الأول الذي اقترحه الفريق العامل المفتوح باب العضوية للدول الأعضاء في "القضاء على الفقر المدقع للناس أجمعين أينما كانوا" بحلول عام 2030. وأما الغاية الثانية فهي تخفيض نسبة الأشخاص الذين يعانون الفقر وفقا للتعاريف الوطنية بمقدار النصف على الأقل. وهاتان غايتان نبيلتان وتاريخيتان للتقدم على الصعيد العالمي- وهما تستحقان وضعهما على رأس القائمة. وتوضحان، في الوقت نفسه، مسائل تؤثر في عدد كبير من الغايات الإنمائية الـ169 التي اقترحها الفريق العامل المفتوح باب العضوية، من قبيل كيف يمكن قياس هذه الغايات وهل هي قابلة للتحقيق؟ وهاتان المسألتان مترابطتان. ذلك أن كيفية حلنا لتحديات القياس سيكون لها أثر عميق في قدرة تلك الغايات على التحفيز وكذا على احتمالات تحقيقها. فخطوط الفقر على الصعيدين الوطني والمحلي تخضع بشكل متواتر للتنقيح صعودا، وهناك أسباب وجيهة لذلك. بيد أن هذا النهج ينطوي على خطر ألا يؤدي التقدم المطرد في مجال التنمية إلى الحد من الفقر، وذلك لسبب بسيط هو أن خط الفقر لا ينفك يتغير هو الآخر.
وآخر ما نريد أن تُشجع عليه أهداف التنمية المستدامة هو "خفض عتبة" خطوط الفقر الوطنية، بحيث يُصبح كل ما تقوم به البلدان لتحقيق غاية أهداف التنمية المستدامة هو جعل خط الفقر المعتمد رسميا لديها نسبة لا تفتأ تقل باستمرار عن متوسط الدخل مع مرور الوقت. وهذا يشير إلى الميزة الممكنة لتحديد غاية نسبية بشكل صريح على الصعيد القطري- بحيث تضيق الفجوة بين نسبة 40 في المائة في قاعدة الهرم الاجتماعي و10 في المائة في قمته في كل بلد بنسبة 25 في المائة، أو سد الفجوة بين أصحاب الدخل المتوسط وأصحاب الدخل الهزيل بمقدار الثلث، حيثما أمكن. ولذلك، فإنه من أجل تحقيق الغايتين الأوليين للهدف الأول من أهداف التنمية المستدامة، يجب القيام بالكثير من العمل قبل أيلول/سبتمبر 2015. فقبل أن نحدد الهدف، يجب أن نثبت إطار تحقيقه. الحواشي: (1) Shaohua Chen and Martin Ravallion, "The developing world is poorer than we thought, but no less successful in the fight against poverty. " Policy Research Working Paper, No. 4703. (Washington, D. C., WorldBank, 2008). متاح على الموقع:
وكما أشار الفريق العامل، فإن الفقر المدقع "يُقاس حاليا بالأشخاص الذين يعيشون على أقل من 1. 25 دولار من دولارات الولايات المتحدة في اليوم"، مع أنه لا يُرجح أن يظل الحال على ما هو عليه لفترة طويلة. وتقوم بحساب خط الفقر المدقع "الرسمي" وكذا عدد الأشخاص الذين يعيشون تحت هذا الخط مجموعة سرية (حسنة النية) في ردهات المقر العام للبنك الدولي. وهم يعملون على إجراء تنقيح يمكن أن يكون له أثر كبير على رقم الاستهلاك بالدولار، المعلن عنه باعتباره "خط الفقر المدقع "، فضلا عن عدد الأشخاص الذين يعيشون تحت تلك العتبة. وفي الماضي، كان يجرى تحديد خط الفقر المدقع العالمي الذي يضعه البنك الدولي بحيث يعكس قيمة خطوط الفقر الوطنية في أفقر البلدان في العالم. وكان خط الفقر الأصلي المتمثل في "دولار في اليوم" لعام 1990 "هو ما يميز البلدان ذات الدخل المنخفض" ( [1]) في ذلك الوقت. غير أنه تم تحديثه في عام 2008 حتى يكون مواكبا لأحدث متوسط وطني متاح لخط الفقر في البلدان الخمسة عشر الأفقر في العالم، محوَّلاً بسعر صرف صُمم ليعكس الأسعار المختلفة لنفس السلع والخدمات على نطاق البلدان. والبنك الدولي بصدد اقتراح خط عالمي جديد وأرقام أخرى للفقر تستند إلى خطوط فقر وطنية أكثر جِدّة، فضلا عن بيانات واردة في دراسة استقصائية عالمية للأسعار تعود لعام 2011.
25 دولار يومياً. يعاني أكثر من مليار طفل من الفقر حول العالم، كما يؤدي الفقر إلى وفاة ما يقارب الإثنان وعشرون ألف طفل يومياً. يعاني حوالي 805 مليون شخص من عدم المقدرة على الحصول على كميات كافية من الغذاء، كما يعاني أكثر من 705 مليون شخص من عدم المقدرة على الحصول على مياه شرب نقية. تأثر أكثر من مئة وخمسة وستون طفل في عام 2011م من حالة التقزم بسبب سوء التغذية المزمن. يعيش ما يقارب الثمانين بالمئة من سكان العالم بأقل من عشر دولارات يومياً. يعتبر الفقر السبب الأول للوفاة في العالم، وتقدر منظمة اوسكام أنها تحتاج إلى ما يقارب الستين مليار دولار سنوياً للقضاء على الفقر في العالم. المراجع ↑ "Poverty",, 5-4-2018، Retrieved 14-5-2018. Edited. ↑ "10 things to do to end extreme poverty by 2030",, Retrieved 14-5-2018. Edited. ^ أ ب ت "10 Ways to End Poverty",, Retrieved 14-5-2018. Edited. ↑ "11 Facts About Global Poverty",, Retrieved 14-5-2018. Edited.
قياس الفقر تشير الدراسات الى أحرز تقدم ملموس في الحد من مستوى الفقر على مدى العقود الماضية. و وفقًا لتقديرات عام 2013، كان 10. 7 في المائة من سكان العالم يعيشون على أقل من 1. 90 دولارًا أمريكيًا في اليوم. وهذه النسبة أقل بمقدار 35 في المائة من احصائيات عام 1990 وأقل بـ44 في المائة عما كانت عليه في عام 1981. مما يدل على أن القضاء على الفقر المدقع في متناول أيدينا. وقد وضع البنك الدولي هدفاً جديداً في أبريل 2013، لإنهاء الفقر المدقع خلال عقد واحد، لخفض هذه النسبة لأقل من 3 في المائة من سكان العالم ممن يعيشون على 1. 90 دولار فقط في اليوم بحلول عام 2030. ومن خلال قياس مستويات الفقر، نتعرف على الاستراتيجيات التي تحد أو لاتحد منه بهدف مساعدة البلدان النامية على قياس فعالية البرامج التنموية وتوجيه استراتيجيتها الإنمائية في بيئة اقتصادية سريعة التغيير. عمل عالمي شامل تتعهد أجندة التنمية المستدامة لعام 2030 بعدم ترك أحد يتخلف وراء الركب والوصول إلى الجميع. لكن تحقيق هذا البرنامج الإنمائي الطموح يتطلب سياسات ذات رؤية لنمو اقتصادي مستدام وشامل ومنصف، يدعمه الاستيعاب الكامل في مجال التوظيف وإيجاد العمل اللائق للجميع والرعاية الاجتماعية وتراجع عدم المساواة وزيادة الإنتاجية والحفاظ على البيئة.
الفقر يعرف الفقر على أنه حالة تنسب إلى الشخص الذي لا يمتلك مبلغ مقبول إجتماعياً سواء كان من المال أم الممتلكات المادية، كما أن الفقر يعني عدم مقدرة الأفراد في الحصول على احتياجاتهم الأساسية، ويعنى بالإحتياجات الأساسية جميع الأمور التي تعتبر ضرورية للإنسان من أجل البقاء، وتعكس مستوى المعيشة السائد في المجتمع، لذلك عندما يراد تحديد فئة الفقراء الذين يعيشون في مجتمع ما؛ يتم أولاً البحث عن جميع الأشخاص الذين وصلوا إلى حدود المجاعة، والمعرضين للموت، ثم بعد ذلك يتم البحث عن جميع الأشخاص الذين يمتلكون الغذاء والمسكن والملبس اللاتي تمكنهم من البقاء على قيد الحياة، ولكن ليس بالمستوى المقبول الذي يعيش به باقي أفراد المجتمع، ويؤثر الفقر على العديد من مناحي الحياة، حيث يؤدي إلى التقليل من مستويات التعليم في المجتمع، ويؤدي أيضاً إلى سوء الصحة، وعدم القدرة على العمل، وتقليل الرغبة في القيام به، كما أنه يؤدي إلى إرتفاع معدلات التخريب والفوضى في المجتمع. [١] طرق للتخلص من الفقر يوجد العديد من الطرق التي يمكن اللجوء إليها من أجل التخلص من الفقر ومنها: [٢] إلتزام حكومات الدول النامية في القيام بواجباتها من خلال وضع خطط وطنية لمعالجة الفقر ، بحيث يجب عليهم وضع خطط إستراتيجية يتم من خلالها تحديد كيفية التعامل مع موارد القطاع العام والخاص، بالإضافة إلى تحديد كيفية استخدام المساعدات للحد من الفقر المدقع.